صورة الممدوح فی شعر مسلم بن الولید المعروف ( بصریع الغوانی )
الملخص
کان المدیح سبیل الشعراء الى الغنى والحیاة الواسعة الرافهة , ولولاه لم یتح لأحد منهم ان یعیش ذلک العیش المترع باللهو , الطافح بالأهواء , فلقد کان للعظماء فضل على الشعراء وبالعکس لأن کلاً منهما یخلد الآخر , وقدیما قال عمر بن الخطاب ( رضی الله عنه) لأبناء هرم بن سنان عن مدیح زهیر لأبیهم : ذهب ما اعطیتموه وبقى ما أعطاکم . وکان المداحون من الشعراء یتشابهون فی هذا المجال ,اذ لم یکونوا مخلصین فی امادیحهم الا قلیلا منهم , لأنهم یمدحون لیصیبوا المال والخیر , حتى ان بعضهم یمدح قبل ان یرى العظیم أو یخبر شیئا من اخلاقه ولم ینأ مسلم بن الولید عن هذه الحال مع الذین مدحهم من الخلفاء والقادة وافراد المجتمع من الذین لهم نصیب من ملازمة الخلفاء والقادة . ومن خلال تمحیصنا لمدیح مسلم بن الولید رأینا صور ممدوحه لا تخرج عن هذه الحالات الثلاثة . ولا عجب أن نرى مدیحا فی الخلفاء والقادة والامراء ؛ ذلک لأننا اذا أمعنا النظر وجدنا هذا المدیح قد بدأ فی العصر الاموی عندما وثق شعراؤه سجلا تاریخیا الوقائع والحروب ثم سار مدیح الخلفاء والامراء والقادة الى العصر العباسی الذی لم یکتف بتسجیل للوقائع فحسب بل امتد الى تمجید الخلیفة وسمو منزلته وجوده وکرمه وشکله ومنزلته العلمیة ووجوده کانسان من خلال هذا الطرح سنعمد الى تناول صورة الممدوح ونرى کیف عالجها الشاعر وهو یعبر عن منجزه الشعری فی موضوع المدح .