الفـُروق التعبیریة فی الحوار بین الرُسُل وأقوامِهِم فی القرآن الکریم - سورة الأعراف أنموذجاً –
الملخص
ان من الأهمیة بمکان أن یدرک الباحث فی موضوع الحوار فی الفکر الإسلامی وأخص من ذلک الحوار فی القرآن الکریم ، أقول من الأهمیة بمکان أن یدرک ذلک الباحث مدى ما أعطاه القرآن الکریم من عظیم اهتمام لموضوع الحوار ، حتى أن آیات الحوار فی القرآن قد بلغ عددها ألفاً وسبعمئة آیة قرآنیة موزعة على مساحة القرآن الکریم کله ، وهو بواقع ما یقرب من ربع آیات القرآن الکریم ، توزعت تلک الآیات على موضوعات الحوار بأنواعه .فمن یتصور أن خالق السماوات والأرض یحاور الملائکة فی شأن الخلیفة الأول على وجه الأرض: (وَإِذْ قَالَ رَبُّکَ لِلْمَلائِکَةِ إِنِّی جَاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِیهَا مَنْ یُفْسِدُ فِیهَا وَیَسْفِکُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِکَ وَنُقَدِّسُ لَکَ قَالَ إِنِّی أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:30) ، ومن عظمته سبحانه أن سمح لرمز الشر المطلق أن یحاوره لیُقیم الله تعالى علیه الحجة أمام الکون کله ، وهذا ما صورته لنا سورة الأعراف وسور أخرى ، فیقول تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاکُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاکُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِکَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِیسَ لَمْ یَکُنْ مِنَ السَّاجِدِینَ í قَالَ مَا مَنَعَکَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُکَ قَالَ أَنَا خَیْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِی مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ í قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا یَکُونُ لَکَ أَنْ تَتَکَبَّرَ فِیهَا فَاخْرُجْ إِنَّکَ مِنَ الصَّاغِرِینَ í قَالَ أَنْظِرْنِی إِلَى یَوْمِ یُبْعَثُونَ í قَالَ إِنَّکَ مِنَ الْمُنْظَرِینَ í قَالَ فَبِمَا أَغْوَیْتَنِی لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَکَ الْمُسْتَقِیمَ í ثُمَّ لَآتِیَنَّهُمْ مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَیْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَکْثَرَهُمْ شَاکِرِینَ í قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَکَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْکُمْ أَجْمَعِینَ) (الأعراف:11-18) . کما نجد حوار الرسول علیه الصلاة والسلام مع الصحابة أو الصحابیات، ونجد حواره علیه الصلاة والسلام مع المعارضین والکافرین والمستهزئین وغیرهم، وأصنافاً أخرى من الحوار فی القرآن الکریم ؛ کالذی دار بین أصحاب الجنة وأصحاب الأعراف وأصحاب النار على التناوب ، ثم ما دار من حوار بین البشر والحیوان .ولقد تناول البحث صورة بارزة من صور الحوار فی القرآن الکریم تمثلت فی الحوار بین الرسل وأقوامهم ؛ فیما تضمنته سورة الأعراف من مقارنات فی الحوار لقصص الرسل مع أقوامهم ، وتضمن منهج البحث تصنیف الحوار بین الرسل وأقوامهم إلى مستویات عدیدة ؛ ثم إلى موضوعات متنوعة تم تحدید ذلک ضمن دراسة تحلیلیة مُدَعَّمةً بجدول توضیحیٍّ مُیسَّرٍ.