مفهوم البیئة فی المجتمعات المدنیة على ضوء الفقه الإسلامی : دراسة تحلیلیة
الملخص
إن الله خلق الإنسان فی الدنیا ویَسّر له أسباب المعیشة فیها، وما یقیم حیاته، وعلى هذا سخر الکون له بکامله، لمسایرة حیاته الیومیة، ولم یترک سبحانه وتعالى الإنسان یفع ما یشاء فی الدنیا من دون تشریع، بل وضع له عبر التشریع، أمراً ونهیاً وارشاداً.... الخلذا لو أمعنّا النظر فی ما شرعه الله لرأینا أن البیئة قد نالت بها اهتماماً کبیراً إذ وضع الإسلام مبادئ عامة لنظافتها وحمایتها فقال تعالى: ) ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ، ففی هذه الآیة حث الله سبحانه وتعالى على المحافظة على البیئة بإصلاحها وعدم افسادها وتلویثها.وتشمل مبادئ الفقه الإسلامی البیئة بمفهومها الواسع ومواردها المختلفة، الحیة وغیر الحیة، فقد وضعت أسساً ومبادئ عامة تضبط علاقة الإنسان ببیئته، عبر العلاقة الصحیحة والملائمة التی تصون البیئة من ناحیة، وتساعدها على أداء دورها الذی أراده الله تعالى من ناحیة أخرى، والواقع أن قضیة البیئة بمشکلاتها المتعددة بدءاً من تلوثها، واستنزاف مواردها، وصولاً إلى الإخلال بتوازنها، حدیث العالم کله.