علی بن أبی الفضائل علی العمری الموصلی(1192هـ / 1778م)حیاته شعره مجموعاً محققاً
الملخص
أشار المؤرخون إلى أن الموصل بعد اکتمال سیطرة العثمانیین على العراق سنة (941هـ/1534م) کانت ولایة من أربع ولایات أحکموا سیطرتهم علیها وهی: بغداد والبصرة وشهرزور فضلاً عن الموصل، وهی ولایة لم یکن الوضع السیاسی مستقراً فیها آنذاک لسوء الإدارة وشیوع الرشوة وکثرة تبدل الولاة والموظفین، مما فسح المجال لظهور نفوذ لبعض أسرها، کالأسرة العمریة التی کان العثمانیون قد استقدموها إلیها فی أثناء صراعهم مع الفرس الصفویین تهدئة لأوضاعها المضطربة وتعزیزاً للمذهب الحنفی الذی کانوا یتمذهبون به رسمیاً فی دولتهم، لإجازته خلافة غیر العربی. بید أن هذه الأسرة والأسر الموصلیة الأخرى قد استطاعت أن تحقق لأنفسها شأناً اجتماعیاً تناهض به سلطة الوالی العثمانی فی المدینة، فنشأت عن ذلک اضطرابات داخلیة تصدر إحداها فی سنتی (1123هـ/1711م) و(1138هـ/1725م) أبو الفضائل علی العمری (ت 1147هـ/ 1734م) والد شاعرنا "علیٌ " هذا، وکان یومئذ ینهض بمهمة الإفتاء فی الموصل، فأنقسم الموصلیون على أثر ذلک إلى فریقین، أحدهما یوالی السلطة العثمانیة، ویقف الأخر مع المفتی العمری المذکور، مما أضر بالوضع الاقتصادی، وعطل مصالح الناس، وحجبهم عن البیع والشراء.