الآبار المکیة وأهمیتها الاقتصادیة والاجتماعیة

القسم: Research Paper
منشور
Jan 1, 2000
##editor.issues.pages##
197-225

الملخص

إن لمدینة "مکة " أهمیة کبیرة جداً فی التاریخ العربی والإسلامی، فهی من اکبر المراکز التجاریة والدینیة فی الجزیرة. تقع فی منطقة جافة، ومناخها حار جداً فی الصیف (قاری)، وقد أکسبها هذا الجفاف میزة عظیمة جداً، بأن جعلها خالیة من الأوبئة والأمراض وخاصة الملاریا التی کان یعانی منها سکان المناطق الوفیرة المیاه، کالمدینة.          وسبب هذا الجفاف أن أمطارها کانت قلیلة، وقد تمر سنوات عدیدة دون أن یسقط علیها مطر مما جعل میاهها قلیلة وشحیحة جداً. إن هذا الموقع بالنسبة لمکة (فی وادٍ غیر ذی زرع) أدى إلى أن سادة مکة یأخذون على عاتقهم حمل مسؤولیة توفیر المیاه للسکان وإیجادها مما حدى بهم الأمر إلى القیام بحفر الآبار الکثیرة والعدیدة فی داخل مکة وخارجها واعتماد سکانها على میاه الآبار ولاسیما للشرب. إن الذی یتولى أمر السقایة (سقایة الحجاج) والتی هی خاصة بشؤون الکعبة کانت تشغله مشکلة المیاه وتوفیرها وذلک لأن توفیر الماء الکافی للحجاج لم یکن بالأمر السهل أو الهین، وإنما کان أمراً صعباً وشاقاً وعسیراً ویستغرق وقتاً طویلاً من أجل جمع الماء فکانوا یطوفون بالعیون والآبار والینابیع یجمعون منها الماء، ویضعونه فی حیاض من الجلد، وکانوا یأخذونها معهم حیث یسیرون، حتى تنتهی أیام الحج، ولذا نرى أن قصی وأولاده وأحفاده من بعده تحملوا الشیء الکثیر من أجل هذه المهمة على أکمل وجه وأتمّه لأن تدبیرها کان شیئًا عسیراً.

تنزيل هذا الملف

الإحصائيات

كيفية الاقتباس

خلیل یونس الشرابی ن. (2000). الآبار المکیة وأهمیتها الاقتصادیة والاجتماعیة. اداب الرافدين, 41(60), 197–225. https://doi.org/10.33899/radab.2011.39269