المعرب والدخیل فی جمهرة اللغة
الملخص
إن من یستقری المعجمات العربیة القدیمة ، یجد أن اصحابها قد أطلقوا على اللفظ غیر العربی عند ایرادهم أیاه أکثر من مصطلح ، فسموه (دخیلا) و (أعجمیا) و(معربا) ، وقد یضیفون إلى ذلک تسمیة (فارسی) أو سسریانی أو (آرامی) ، وفی استعمال أقل مصطلح (رومی) ، وتندر الإشارة الى الأصل (العبرانی)، وتنتفی بالمرة إلى الأصل فی (البابلی ) ، أو (الآشوری) ، وهذا أمر متوقع ، لأن اللغتین البابلیة والآشوریة قد ماتتا فی الاستعمال والتدوین ، ولم تکتشف نصوصهما المدونة ، وتحل رموزها الا فی العصر الحدیث منذ منتصف القرن الماضی .
وقد اقتضت الضرورة المنهجیة لهذا البحث توضیح مفهوم ثلاثة من المصطلحات المذکورة آنفا وهی: ( الدخیل والاعجمی والمعرب)، التی وان بدت مترادفة فی دلالتها ، لکن ثمة فروقا دقیقة بینها . اذ أن الدخیل هو ((مادخل اللغة العربیة من مفردات أجنبیة سواء فی ذلک ما استعمله العرب الفصحاء فی جاهلیتهم واسلامهم ، وما استعمله من جاء بعدهم من المولدین ، وبقی کما هو فی لغته الأصلیة من غیر تغییر.