قوى المعارضة فی العصر العباسی الأول (198-232هـ / 814-843م) الواجهات والمقاصد
الملخص
أن اعتراض أحمد بن حنبل على التغییر فی منحى الإصلاح ورفضه تصدر الواجهة إدراکاً منه لمقاصدها، فضلاً عن استعجال الخلافة بتفویت فرصة التأثیر علیه، من خلال فرض الإقامة الجبریة علیه، واختفائه بعدها، مأزقاً محرجاً لهذه القوى، فکان لا بد من بدیل تؤهله مکانته وسوابقه من حشد قوى العامة، فکان أحمد بن نصر الخزاعی، الذی لم یدان بشیء سوى أن بعضهم کان یتردد علیه. وعلى الرغم من ذلک، ارتضت الخلافة التضحیة به، مستهدفةً إفقاد هذه القوى للرمز من جهة، فضلاً عن إرهاب من یمثلهم الخزاعی من الانصیاع لتطلعات قوى المعارضة، من جهةٍ أخرى. إلاّ أن ما یؤسف علیه أن المؤرخین الذین لم یجدوا مسوغاً لذلک نسبوا إلیه أقوال وأفعال لتبریر فعل الخلافة ولتتسق النتائج مع المقدمات. لکل ذلک عدّ الخزاعی من قبل أقرانه ومعاصریه ومن أعقبهم مظلوماً شهیداً، حیکت الأساطیر حول جسده المعلق على جسر سامراء.