الحوار هو أحد المعطیات الأساسیة للوجود الإِنسانی؛ إِذ نجد الحوار الدینی والحوار الحضاری، وهناک الحوار الدینی، التربوی، والحوار الثقافی، وکل هذه الأنواع تحتاج تعاملاً مع الآخر المختلف فکریاً أو اجتماعیًا أو دینیًا، وهو السبیل الوحید الذی من خلاله یتم الاتِّصال بین الأَفراد والجماعات والشعوب والدول، ومن خلاله تتقدم الحضارات الإِنسانیة. والحوار له أهمیة بالغة فی إیضاح الصورة الحقیقیة التی تقبع فی فکر الطرف الآخر خاصة ذلک الحوار العلمی الهادف الذی یتجرد فی المحاورون من التعصب والتطرف.         کذلک یُعَد الحوار الخطوة الأولى والأساسیة فی بناء السلام وترسیخ التعایش السلمی فی المجتمع العراقی ولاسیَّما والمجتمعات عموماً، ویعرف السلام بأَنَّه غیاب الاضطرابات وأعمال العُنف، والحروب، مثل: الإرهاب، أو النزاعات الدینیة، أو الطائفیة، أو المناطقیة؛ وذلک لاعتبارات سیاسیة، أو اقتصادیة، أو عرقیة، کما یأتی تعریف السلام بمعنى الأمان والاستقرار والانسجام؛ ویعرف التعایش السلمی بأنَّه الاحترام والقبول والتقدیر للتنوع الثقافی والدینی والفکری بین الأَفراد. بما یحقق إقرار بحق الآخرین فی التمتع بحقوقهم وحریاتهم.         والهدف من البحث هو إبراز أهمیة الحوار الدینی فی بناء السلام وفی ترسیخ مبادئ التعایش السلمی فی المجتمعات المتعددة الأدیان، ولاسیَّما مجتمعنا العراقی.