یأتی هذا البحث بوصفه محاولة لمعالجة طبیعة علاقة التجربة الصوفیة بالحدس أو الوعی الصوفی فی فلسفة الدین عند ولتر ستیس، سواء أکان ذلک عبر بیان صلتهما ببعضمها، أم عبر بیان مدى امکانیة التعبیر عنهما معًا؛ إذ تتأسس هذه الموازنة على التمییز ما بین التجربة الدینیة العامة والحدس الصوفی أو الوعی الذاتی للمتصوف، ذلک أنَّ هذا الحدس على اقتران واضح بالحدس الجمالی، فضلاً عن أن الوعی الصوفی بحد ذاته لا یمکن له أن یتجزأ کمفهوم عن فکرة التجربة الدینیة بصفات مشترکة ما بینهما (کالذاتیة، والفردیة، والروحیة). إذن نحن هنا أمام جدلیة حاصلة فی تأویل التجربة الصوفیة أو (الرمزیة الدینیة)، فالمتصوف -بحسب ستیس- فی حالة من الحیرة إذا ما أراد استعمال لغة مفادها (الاستثارة الدینیة) لإیضاح تجربته الروحیة فی ظل نظریة مفادها "العمى الروحی".