شهدت تسعینات القرن الماضی متغیرات فی النظام العالمی، منها انتهاء الحرب الباردة وانفراد الولایات المتحدة الأمریکیة على أثر تلک الحرب، وأجتیاح العراق للکویت تبع ذلک الاجتیاح حرب الخلیج الثانیة التی شنتها القوات الأمریکیة على العراق کانون الثانی/ ینایر 1991 بتحالف دولی وکان من ضمن هذا التحالف دول عربیة، حیث تراجع آنذاک الأهتمام بالقضیة الفلسطینیة عربیاً ودولیاً، فاعلنت الولایات المتحدة بعد کل تلک الأحداث أن الصراع العربی _ الإسرائیلی سیکون من أولویات سیاستها الجدیدة فی الشرق الأوسط.   فاعلن الرئیس الأمریکی جورج بوش عن مبادرته للسلام، التی أراد من خلالها معالجة الصراع بین العرب وإسرائیل، وقادت وحدها عملیة السلام فی الشرق الأوسط، وأشرکت معها الاتحاد السوفیتی وبعض الأطراف للتحکیم على تلک العملیة، وأرادت من خلالها أرساء الأمن والسلام فی ربوع الشرق الأوسط لیتسنى لها قیادة العالم مثلما ترید، بعیداً عن أی قوة تظهر بعد ذلک، وبدأت العملیة فی مدرید وامتدت لجولات لاحقة من المباحثات الثنائیة على عدة مسارات بین إسرائیل والدول العربیة، وکانت القضیة الفلسطینیة محور المحادثات ومناقشة قرارات الأمم المتحدة 242 و 338 و 425 على طول المحادثات بجولاتها الأحدى عشر بین العرب وإسرائیل، لاسیما کل طرف یفسر القرارات مثلما یرید، وطغت إسرائیل بستهتارها وعبثها فی کل جولات المباحثات الثنائیة فی مدرید ومن ثم واشنطن، ولم نشهد أی تدخل أمریکی لمعالجة الخلل وإذا تدخلت یکون لصالح إسرائیل على حساب العرب .   تکمن أهمیة البحث فی ان فترة الدراسة 1991-1993 ، استطاعت ان تجیب على الکثیر من التساؤلات وأبرزها، أن مؤتمر مدرید أعتبر نقطة انطلاقة مهدت لاتفاقات أخرى، بدأت بعدها مباشرة مفاوضات عربیة _ إسرائیلیة، انتهت باتفاقات أوسلو، لاسیما تلک المفاوضات التی جمعت أطراف الصراع فی الجلوس على طاولة واحدة رغم العداوات التاریخیة الطویلة، والاهتمام الفائق بالشرق الأوسط آنذاک، وتحریک عملیة السلام على أثر مؤتمر مدرید.