صورة القصیدة الجاهلیة
الملخص
نظم الشعر الجاهلی فی أوزان عدیدة تمثلها البحور التی آستنبطها الخلیل بن أحمد الفراهیدی جمیعا خمسة عشر بحرا - وإن کانت بعض هذه البحور قد غلبت على الشعر یومذاک ، کالطویل والبسیط والوافر والکامل والمدید والرجز .
وتناولت القصیدة الجاهلیة موضوعات مختلفة ، تنقلت بینها ، والتزمت فی التعبیر عنها ، طرقا ثابتة وصورا محددة وتقالید فنیة . لم تحید عنها ولم تسع إلى تغییرها .
ذلک لأن هذه الأغراض والموضوعات والتقالید والقوالب التعبیریة کانت ثمرة جهود طویلة سلفت ، لانستطیع أن نتتبعها لأن التاریخ لم یحفظ لنا إلا الحلقة الأخیرة منها ، ممثلة فیما بقی لنا من شعر القرن السابق على ظهور الإسلام . وهذه الآثار فیما بقیت تکشف لنا عن العراقة و النضج ، وتصور إعجاب هؤلاء بما وصلوا إلیه ، واعتقادهم أن ما بلغوه یمثل النهایة التی لیس وراءها شیء یطلب .