دور عوائد النفط فی التنمیة الاقتصادیة لاقطار الخلیج العربی مع دراسة تطبیقیة عن القطر العراقی
الملخص
یحاول هذا البحث دراسة دور عوائد النفط فی التنمیة الاقتصادیة الأقطار الخلیج العربی مع دراسة تطبیقیة عن القطار العراقی ، معتمدا فی ذلک على ما توفره الاحصاءات والدوریات والمجالات الرسمیة الحالیة من بیانات و معلومات کانت العون فی تحدید أبعاد هذه الدراسة . وهنا تکرر الصعوبة ذاتها التی تواجه أی بحث عن هذه المنطقة ( ویرها | من أقطار العالم الثالث ) ، من نقص فی البیانات وغیرها . ویحاول هذا البحث فی القسم الأول - أن یرسم الصورة العامة لامکانیات الخلیج العربی النفطیة ، انتاجا واحتیاطیا و عوائدا) ، فی محاولة لتوضیح این نفقت عوائده وما تعلمته من آثار ایجابیة لتطویر اقتصادیات تلک الأقطار مستعرضا بذلک برامج التنمیة الاقتصادیة التامة لهذه المنطقة . فی حین أن القسم الثانی قد تفرغ لدراسة تجربة العراق فی مجالات التنمیة الاقتصادیة المختلفة خلال الفترة 51/ 974 من خلال تحلیل احصائی مقارن للمخصص والمصروف فعلا لبرامج التنمیة المختلفة لتحدید اتجاه أستغلال عوائد النفط وتبیان مدى امکانیة أخذ أقطار الخلیج بأستراتیجیة خطط التنمیة القومیة للعراق 70-974 وما سیلیها . وقد انتهى البحث إلى تحدید أبعاد الصورة المستقبلة لاقتصادیات دول الخلیج العربی من خلال التحلیل المقارن لموارد الثروة الاقتصادیة المتاحة ( الزراعیة - الصناعیة - النفطیة - والتعدینیة الأخرى - السکانیة - المالیة) فی هذه المنطقة ، وقد فرغ إلى عدد من النتائج والتوصیات ، تمکن لتخصصات ضیقة مختلفة أخرى أن تتناولها والبحث والتمحیص للأخذ بها وتعمیمها على الوطن العربی الکبیر . وکان من تلک النتائج : ۱. إن زیادة اعتماد أقطار الخلیج على النفط کمورد أساسی من موارد الدخل قد حدد هیکل و بنیة اقتصادیات دول الخلیج بشکله الحالی : اقتصاد احادی السالعة - تبعیة اقتصادیة .. ازدواجیة اقتصادیة أیضا)، . 2. سوء تخطیط و استثمار عوائد النفط فی معظم أقطار الخلیج فهی لم توجه الوجهة السلیمة وما ینبغی لتنمیة اقتصادیات تلک الاقطار وأعمارها وإنما صرفت فی مجالات أستهلاکیة متعددة (الأنفاق الاستهلاکی الحکومی) إلى جانب استنزاف بعضها فی مشروعات ترفیهیة ودعائیة أو الأغراض أخرى . بالإضافة إلى أن بعضا من مدخرات تلک العوائد قد أودع فی المصارف الأجنبیة مما عرضها للهبوط المستمر فی اقیامها (67/ ۱۹۷۳) نتیجة لتبعیتها للنظم النقدیة لدول تلک المصارف . أما التوصیات فیمکننا أن نلخصها فی تحدید أسباب وامکانیة وأوجه استثمار المدخرات المالیة لأقطار الخلیج الناجمة عن عوائد النفط لتحقیق تنمیة اقتصادیة عربیة هادفة ، عن طریق انشاء مؤسسة خلیجیة عربیة للتنمیة والتخطیط، تضمن لخریطة العربیة استقلالها وسیادتها . وامکانیة اعتماد تجربة العراق الرائدة فی خطة التنمیة القومیة کنموذج عربی جدیر بالتطبیق والتعمیم ، لکی یتسنى إحداث تغییرات هامة فی هیکل و بنیة اقتصادیات أقطار الخلیج وما یرافق ذلک من ظهور تغیرات ایجابیة کبیرة فی العناصر المکونة للبیئة الجغرافیة العربیة بأکملها .