يسعى البحث إلى تقديم قراءة تحليلية لنص اللامية الذي يعد أنموذجاً للإحكام التعبيري الذي جسد التجربة الحية للشاعر أبي فراس الحمداني وحمل وضوح النبرة الحزينة؛ لارتباطه بحدث واقعي مُعاش يتمثل بتجربة الأسر التي كابدها الشاعر جسمياً وروحياً ، إذ قدم النص – الذي تركز خطابه على مطلب الحرية -  مشهداً للحياة الذاتية للشاعر ورسم واقعه الروحي المفعم بالألم إزاء قساوة الأسر فكان صدق العبارة الفنية أساس الصياغة التعبيرية التي جسدت تجربته وحققت فاعليتها شكلاً ومضموناً بأبعادها الإنسانية والجماليةوقد تمثل وعي الحضور والغياب في النص على مستوى الفكرة التي ترسم العلاقة القائمة على المغايرة في تأسيس فاعلية خطابه والدلالة التي تكمن في سياقاته كون الغياب هو بناء وتشكيلا، أما الحضور فهو الترميز أو المعنى الذي يحيل إليه النص ؛ إذ إن هناك عناصر غياب من النص تختبيء في مساربه ، وهذا الذي يجعل للثنائية خصوصيتها وفاعليتها في مايمكن تسميته بالمسكوت عنه سواءً كان بإرادة الشاعر أو بدون إرادته فتصبح عناصر الغياب بجدليتها أكثر حضوراً من العناصر الحضورية ذاتها الأمر الذي يمنح النص حيويته بشفرة خاصة يؤطرها سياق النص بين المبدع والمتلقي