اللون فی شعر عبید الله بن قیس الرُّقیات

القسم: Research Paper
منشور
Apr 1, 2009
##editor.issues.pages##
237-254

الملخص

تأخذ کلمة (اللون) فی المعاجم العربیة معانی لغویة مختلفة منها ماقاله ابن فارس (ت395هـ): "اللام، والواو، والنون کلمة واحدة"، وفی معنى آخر عرّف الخلیل بن أحمد الفراهیدی (ت175هـ) قائلاً: "اللون معروف، وجمعه ألوان، والفعل: التلوین، والتلون". ویمتد اللون إلى معنى مختلف إذ یعرفه ابن درید (ت321هـ) قائلاً: "لون کل شیء ما فصل بینه وبین غیره"، ویقول الجوهری (ت393هـ): اللون هیئة کالسواد، والحمرة ، لکن ابن سیدة عرف اللون بأنه "السحنة والهیئة" ، کما ورد لفظ اللون فی قوله تعالى ((وَمَا ذَرَأَ لَکُمْ فِی الأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ))، ومما یستدل به على السحنة قول امریء القیس: والعینُ قادحةٌ والیدُّ سابحةٌ والرَّجل طامحةٌ واللونُ غربیبُ ویذهب الزمخشری (ت538هـ) إلى أن اللون فی المجاز هو  الصنف أو الضرب وعنده لون من الثیاب – صنف منه واشتریت من اللون وهو کل نوع من التمر سوى البرنی، ویقال کثرت الألوان فی أرض بنی فلان. نفهم مما تقدم أن معنى اللون عند علماء اللغة المتقدمین هو ما فصل بین الشیء وغیره أو ما دل على هیئة أو سحنة أو التغییر والتبدل أو جنس من التمر. وأما المعنى الاصطلاحی للون فیعرفه التـهانوی بأنه "کیفیة یتوقف إبصارها على إبصار شیء آخر هو الضوء"، أما الدراسات الحدیثة فلها أکثر من تعریف اصطلاحی للون على وفق اهتمام من ینظر إلیه فیعرفه بمفردات علمه وتخصصه فاللون "هو الانطباع الذی یولده النور على العین أی النور الذی یتم نشره وتوزیعه بواسطة". ونلاحظ اللون عند الفنانین والتشکیلیین والمشتغلین بالصباغة هو "عبارة عن المواد الصباغیة التی یستعملونها لانتاج التلوین". واللون عند من یعنون بعلم النفس "هو خبرة سایکلوجیة قائمة على أساس فسلجی، کما أن اللون وسیلة هامة من وسائل التعبیر والفهم، وقد دلت الأبحاث على أنه لا یزال کنزاً مخبوءاً لم یتمکن الإنسان من الوصول إلى قراره، انه قوة موجبة جذابة تؤثر فی جهازنا العصبی، وأثره لا یقل عن أثر الموسیقى والغناء فی النفس وربما فاقهمافی بعض الأحیان. وبهذا یأخذ مفهوم اللون من ناحیة الاصطلاح ابعاداً متنوعة ومتباینة حسب طبیعة الاستخدام وعلاقته بالشکل، "فمن المستحیل أن ندرک الشکل ادراکاً تاماً إلا بحضور اللون، وذلک لأن اللون هو انعکاس لأشعة الضوء على شکل الشیء الذی ندرکه، ویعد اللون الجانب الظاهری للشکل". إن اللون "شعر صامت نظمته بلاغة الطبیعة وبیانها، فهو کلامها ولغتها والمعبر عن نفسیتها""، وتأسیساً على ما تقدم یمکن تعریف اللون بأنه الصبغة اللونیة الدالة على الهیئة من حیث التنوع والتبدل والتمیز ما بین الأشیاء سواء أکان أحمر أم أخضر أی یعطی دلالات وأبعادا متنوعة بحسب طبیعة الاستخدام وإثارة الإحساس عن طریقه.

تنزيل هذا الملف

الإحصائيات

كيفية الاقتباس

محمد فتحی الجبوری ح. (2009). اللون فی شعر عبید الله بن قیس الرُّقیات. اداب الرافدين, 39(53), 237–254. https://doi.org/10.33899/radab.2009.31841