إن الشاعر فی کل عصر ومصر ابن بیئته یتأثر بمعطیات عصره و یعبر عن روح ذلک العصر کما یتأثر بما یحیط به من مؤثرات البیئة التی یحیا فی أرجائها . و یتأثر الشاعر بالشعراء الذین سبقوه ویختلف مقدار التأثر والتأثیر بطبیعة الشاعر ونفسیته وظروفه وأخلاقه ومثله . و نحن نلمس هذا التأثر فی الأدب العربی منذ عصر امریء القیس حیث قال :
عوجا على الطلل المحیل لعلنا نبکی الدیار کما بکی أبن حذام
على الرغم من أننا لانعلم شیئا عن أبن حذام هذا إلا من خلال بیت امریء القیس حیث أقتدی به شاعرنا الکبیر ووقف على الأطلال وبکی و استبکی کما فعل أبن حذام هذا من قبل .
وإذا انتقلنا من مفهوم التأثر والتأثیر الذی لایشک فیه أی دارس للأدب فاننا نلمس فی الأدب العربی ظاهرة شعریة سبقت المعارضة وإن سارت على نهجها الا وهی ظاهرة النقائض : جمع نقیضة والمدلول الحسی لهذه اللفظة مأخوذ فی الأصل من نقض البناء إذا هدمه والحبل إذا حله وضده الابرام یکون للبناء.. والمناقضة فی القول: أن یتکلم بما یتناقض معناه ، والمناقضة فی الشعر أن ینقض الشاعر الآخر ماقاله الأول حتى یجیء بغیر ماقال ... أما المدلول المعنوی فهو یبدو فی نقض العهود والمواثیق » . 
أما الصورة الاصطلاحیة للنقائض فهی : أن یتجه شاعر إلى آخر بقصیدة هاجیة أو مفتخرة ، فیعمد الآخر إلى الرد علیه هاجیة أو مفتخرة ملتزمة البحر والقافیة والروی الذی اختاره الأول ... أما المعانی فالأصل العام فیها المقابلة والاختلاف لأن الشاعر الثانی همه أن یفسد على الأول معانیه فیردها علیه إن کانت هجاء ، ویزید علیها مما یعرفه أو بختر عه ، وإن کانت فخرة کذبه فیها أو فسرها لصالحه هو أو وضع إزاءها لنفسه وقومه ... جانب المعنى إذا هو مناط النقائض و محورها و علیه تدور یتخذ عناصره من الأحساب والأنساب والأیام والمآثر والمثالب ».
وقد تحددت النقائض بهذا المفهوم منذ عصور ما قبل الاسلام فی الأدب العربی مثل منافرة علقمة بن علاثة وعامر بن الطفیل ، و عامر بن الطفیل مع النابغة الذبیانی و منافرة قیس بن الخطیم وحسان بن ثابت وغیرها من المنافرات.