موقف ابی الطیب المتنبی من حساده (303- 354 هـ) عرض ودراسة وتحلیل

القسم: Research Paper
منشور
Jan 1, 2000
##editor.issues.pages##
1-46

الملخص

إن شخصیة المتنبی شخصیة أثیرة مؤثرة، متفردة متمیزة، نسیج متکامل، فیها مقومات وفضائل تفوق أقرانها، تثیر الإعجاب والحسد على حدٍّ سواء. إعجاب یظهر بوضوح جلیّ عند الخاصة والعامة، عند الملوک والأمراء الذین حرصوا على اجتذابه، طمعاً فی الحصول على غرر قصائده، إذ فتحوا له أبواب قصورهم، ورفعوا الحجاب عنه فی مجالسهم، ونادموه فی حلّهم وترحالهم، وأجزلوا العطاء له، وخصُّوه بالصّلات، بل تنافسوا فی زیادة جوائزه أملاً فی استبقائه لدیهم ـ لعدم وجود المنافس له، ولأنه کان مالئ الدنیا وشاغل الناس، وشاعر العربیة بلا منازع ـ حتّى یکون مختصاً بهم، منقطعاً لهم. أما الإعجاب الآخر فقد تمثّل فی إعجاب الشعراء ونفر من أصحاب السلطة والناس؛ لأنه لا ینطق إلا بالدرر، یأتی بکل نادرة عجیبة، وینظم کل قصیدة فریدة، ویصوغ الحکم والأمثال الشاردة، ویرسل عیون أبیاته السائرة، لکن هذه الفضائل کانت سبباً إلى تحوّله عند بعضهم إلى نوع من الحسد والخصومة والعداوة والضغینة؛ لأنه حال بینهم وبین الوصول إلى الملوک والأمراء، وحجب عنهم الجوائز والهبات، وسبَّب فی کساد أشعارهم، وإقصائهم عن مجالسهم فعجزوا عن مجاراته، وقصّروا عن اللحاق به، وخابوا فی مقارعته، وأخفقوا فی منافسته؛ لأنه فاز بقصب السبق، وبقی فی الحلبة وحیداً بلا منازع، یصول ویجول. أضف إلى ذلک أسباباً أخرى کثیرة سنتحدث عنها فیما بعد، لذلک کان غصة فی حلوقهم، وهمّاً فی نفوسهم، وسهماً فی قلوبهم، وسیفاً مسلطاً على رقابهم، ما دفع بهم إلى التربص به، والکید له، والوشایة ضده عند أصحاب السلطة. فما کان أمام المتنبی من سبیل إلا أن یفضح أسرارهم، ویبیّن سبب حسدهم له، ویوضح موقفه منهم، ویدرأ هذا الخطر المحدق به بطریقته، ویدافع عن نفسه، ویهاجم حساده، ویصب جام غضبه علیهم، مترفعاً عن مجاراتهم، والسیر على خطاهم.

تنزيل هذا الملف

الإحصائيات

كيفية الاقتباس

صالح منّاع ه. (2000). موقف ابی الطیب المتنبی من حساده (303- 354 هـ) عرض ودراسة وتحلیل. اداب الرافدين, 43(67), 1–46. https://doi.org/10.33899/radab.2013.82986