حمالو سوق الموصل: دراسة سوسیوانثروبولوجیة
الملخص
أیة ظاهرة أو مشکلة بحث یمکن النظر إلیها من أکثر من زاویة، وقد یتمسک المختصون برؤاهم الخاصة ویقدمون وصفاً علمیاً دقیقاً للجزء الذی یرکزون علیه، وعلى الرغم من أهمیة هذه الدراسات إلا أنها تفوتها النظرة الکلیة وأکثر ما ینطبق علیه هذا القول هو الدراسات الإنسانیة والاجتماعیة، فالمجتمع مثل قدر یفور جزئیاته فی حالة حرکة دائمة ولابد من أکثر من منظار لرصد فعالیات الناس وحرکتهم ولابد من أکثر من مجس واحد لاستشعار ما یکمن خلف السلوک البادی. والسوق واحد من الظواهر الاقتصادیة – الاجتماعیة التی تعطی مثالاً مناسباً لقولنا السابق فهو فی الأصل ظاهرة مهمة تمثل جزءاً رئیساً من مروفولوجیة المکان حیث تؤدى مجموعة من الوظائف الاقتصادیة التی لا غنى عنها فی حیاة الناس، وفی الوقت نفسه تدور فیه مجموعة من الفعالیات الاجتماعیة بحکم کون المتعاملین فیه أفراداً فی مجتمع تؤطره قیم وثقافة المجتمع ککل فی الوقت نفسه الذی یخلق فیه السوق قیمه وثقافته الفرعیة الخاصة. وبذلک یکون السوق مجالاً ملائماً وخصباً لملاحظة الناس فی تفاعلهم الیومی کل حسب دوره وفی مواجهة الأدوار الأخرى وکل بحسب القدر الذی یحصل علیه من القوة وطریقته فی النفاذ عبر مسالک البناء الاجتماعی صوب المکان الأفضل.. ونأمل أن یکون هذا البحث محاولة متواضعة للنظر إلى السوق من غیر النافذة الاقتصادیة لعلنا نقدم عنصراً آخر من عناصر الصورة.