شعرية المشهد في الرواية العراقية- قيامة الرغبات لسلامة الصالحي أنموذجاً

لقد أفادت مقاربات النصوص الروائية التخيلية أدوات جديدة رشّحت عن الذائقة الجديدة للفن الروائي، ولفتت النظر الى ما همّشته المقاربات السابقة، أي أدبية النصّ الروائي المشكّلة خصوصيته.وبذلك تخطت الدراسة ما سمّاه تودوروف علم القصص/(Narratolog) ( )، أو السرديات وهو تصوّر خاص للأدب عامة والقصص خاصة بعلمية النصّ الروائي بوصفه بنية مجرّدة تخضع لها كلّ النصوص المنتمية لهذا الجنس على اعتبار النصّ وحدة لغوية مغلقة لا علامة لها بالمرجع الخارجي( ).لقد تجاوز النصّ الروائي وهو في إطار البحث عن أدبيته عنصر اللغة وذهب الى تشكيل إحداثيات جديدة في مساراته لتحقيق جماليته وهي سرديات لا تعتمد على الملفوظ في توخي شعرية النصّ بل تجاوزت ذلك الى ما وراء النصّ والكيفيات التي يتشكّل بها خطاب النصّ، وهو ليس خطاب الشخصيات فحسب بل الخطاب المتشكّل من أحداثها، أحداث تسردنت بفوضى النصّ أو نظامه لكنّها تبنّت مواقف شخصياتها وهم يدونون ذاكرتهم، إلا أنّنا نعتقد أنَّ بالإمكان الوقوف على مدى موضوعية مثل هذا الخطاب، لكن لا نغفل خصوصية الكتابة الروائية النسوية فأكثر الاختيارات السردية تحيل الى الراويــ (ة) وترد إليه رداً، فيصبح تخفيه ضرباً من خطة ذات بعد تداولي لا مؤشراً من مؤشرات الموضوعية. وستقوم دراستنا (شعرية الحدث في النصّ الروائي) على محورين، الأول: يقوم على فوضى الأحداث فمن التشتت والتفكك في أحداث الرواية يقودنا الى نسبية في توخي شعرية النصّ الروائي، فعدم الانتظام يقود أحياناً الى الجمال، وفي هذا إنّنا ننوي توضيح ما نعتقد في عسر تمثّله بشواهد روائية سنستقيها في النصّ موضوع البحث. أما المحور الثاني فيقوم على الصدام بين ذاتين ونتوخى بذلك شعرية التفاصيل، ففي النصّ الروائي نحن إزاء مواقف مرت بها الساردة الرئيسية في الرواية جعلها ازاء ذاتين، ففي النصّ الروائي نحن ازاء مواقف وتفصيلات انزاحت عن مألوفها الى موقف مغاير، ونأمل في هذين المحورين الوقوف على شعرية الحدث ورصد أدوار الشخصيات ودلالاتها، ونأمل أنْ يكون هذا البحث قادراً على إغناء الدراسات السردية بموضوعة قد تكون مثار جدل بين جماليات النصّ الأدبي والتحريض الذي يمارسه الخطاب في الممارسات النقدية المدشّنة حديثاً.